فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفيه إشارة إلى معنى لطيف وهو أن الله تعالى قال الراكعون والساجدون {لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ} [فاطر: 30] وقال الراكع يبتغي الفضل ولم يذكر الأجر لأن الله تعالى إذا قال لكم أجر كان ذلك منه تفضلًا، وإشارة إلى أن عملكم جاء على ما طلب الله منكم، لأن الأجرة لا تستحق إلا على العمل الموافق للطلب من المالك، والمؤمن إذا قال أنا أبتغي فضلك يكون منه اعترافًا بالتقصير فقال: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مّنَ الله} ولم يقل أجرًا.
وقوله تعالى: {سيماهم في وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ السجود} فيه وجهان أحدهما: أن ذلك يوم القيامة كما قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] وقال تعالى: {نُورُهُمْ يسعى} [التحريم: 8] وعلى هذا فنقول نورهم في وجوههم بسبب توجههم نحو الحق كما قال إبراهيم عليه السلام: {إِنّى وَجَّهْتُ وجهي للذي فطر السموات والارض} [الأنعام: 79] ومن يحاذي الشمس يقع شعاعها على وجهه، فيتبين على وجهه النور منبسطًا، مع أن الشمس لها نور عارضي يقبل الزوال، والله نور السموات والأرض فمن يتوجه إلى وجهه يظهر في وجهه نور يبهر الأنوار وثانيهما: أن ذلك في الدنيا وفيه وجهان أحدهما: أن المراد ما يظهر في الجباه بسبب كثرة السجود والثاني: ما يظهره الله تعالى في وجوه الساجدين ليلًا من الحسن نهارًا، وهذا محقق لمن يعقل فإن رجلين يسهران بالليل أحدهما قد اشتغل بالشراب واللعب والآخر قد اشتغل بالصلاة والقراءة واستفادة العلم فكل أحد في اليوم الثاني يفرق بين الساهر في الشرب واللعب، وبين الساهر في الذكر والشكر.
وقوله تعالى: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التوراة} فيه ثلاثة أوجه مذكورة أحدها: أن يكون {ذلك} مبتدأ، و{مَثَلُهُمْ فِي التوراة وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل} خبرًا له، وقوله تعالى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} خبرًا مبتدأ محذوف تقديره ومثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع وثانيها: أن يكون خبر ذلك هو قوله: {مَثَلُهُمْ فِي التوراة} وقوله: {وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل} مبتدأ وخبره كزرع وثالثها: أن يكون ذلك إشارة غير معينة أوضحت بقوله تعالى: {كَزَرْعٍ} كقوله: {ذَلِكَ الأمر أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ} [الحجر: 66] وفيه وجه رابع: وهو أن يكون ذلك خبرًا له مبتدأ محذوف تقديره هذا الظاهر في وجوههم ذلك يقال ظهر في وجهه أثر الضرب، فنقول أي والله ذلك أي هذا ذلك الظاهر، أو الظاهر الذي تقوله ذلك.
وقوله تعالى: {وَمَثَلُهُمْ في الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فاستغلظ فاستوى على سُوقِهِ يُعْجِبُ الزراع}.
أي وصفوا في الكتابين به ومثلوا بذلك وإنما جعلوا كالزرع لأنه أول ما يخرج يكون ضعيفًا وله نمو إلى حد الكمال، فكذلك المؤمنون، والشطء الفرخ و{فَآزَرَهُ} يحتمل أن يكون المراد أخرج الشطء وآزر الشطء، وهو أقوى وأظهر والكلام يتم عند قوله: {يُعْجِبُ الزراع}.
وقوله تعالى: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الكفار} أي تنمية الله ذلك ليغيظ أو يكون الفعل المعلل هو.
وقوله تعالى: {وَعَدَ الله الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} أي وعد ليغيظ بهم الكفار يقال رغمًا لأنفك أنعم عليه.
وقوله تعالى: {مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} لبيان الجنس لا للتبعيض، ويحتمل أن يقال هو للتبعيض، ومعناه: ليغيظ الكفار والذين آمنوا من الكفار لهم الأجر العظيم، والعظيم والمغفرة قد تقدم مرارًا والله تعالى أعلم، وههنا لطيفة وهو أنه تعالى قال في حق الراكعين والساجدين إنهم {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مّنَ الله} وقال: لهم أجر ولم يقل لهم ما يطلبونه من ذلك الفضل وذلك لأن المؤمن عند العمل لم يلتفت إلى عمله ولم يجعل له أجرًا يعتد به، فقال لا أبتغي إلا فضلك، فإن عملي نزر لا يكون له أجر والله تعالى آتاه ما آتاه من الفضل وسماه أجرًا إشارة إلى قبول عمله ووقوعه الموقع وعدم كونه عند الله نزرًا لا يستحق عليه المؤمن أجرًا، وقد علم بما ذكرنا مرارًا أن قوله: {وَعَدَ الله الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} لبيان ترتب المغفرة على الإيمان فإن كل مؤمن يغفر له كما قال تعالى: {إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48] والأجر العظيم على العمل الصالح، والله أعلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: تمّ تفسير هذه السورة يوم الخميس السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة من الهجرة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. اهـ.

.قال القرطبي:

{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} فيه خمس مسائل:
الأولى قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ الله} {مُحَمَّدٌ} مبتدأ و{رَسُولُ} خبره.
وقيل: {مُحَمَّدٌ} ابتداء و{رَسُولُ اللَّهِ} نعته.
{والذين مَعَهُ} عطف على المبتدأ، والخبر فيما بعده؛ فلا يوقف على هذا التقدير على {رَسُولُ اللَّهِ}.
وعلى الأول يوقف على {رَسُولُ اللَّهِ}؛ لأن صفاته عليه السلام تزيد على ما وصف أصحابه؛ فيكون {مُحَمَّدٌ} ابتداء و{رَسُولُ اللَّهِ} الخبر {وَالَّذِينَ مَعَهُ} ابتداء ثان.
و{أَشِدَّاءُ} خبره و{رُحَمَاءُ} خبر ثان.
وكون الصفات في جملة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو الأشبه.
قال ابن عباس: أهل الحديبية أشداء على الكفار؛ أي غلاظ عليهم كالأسد على فريسته.
وقيل: المراد ب {الَّذِينَ مَعَهُ} جميع المؤمنين.
{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} أي يرحم بعضهم بعضًا.
وقيل: متعاطفون متوادّون.
وقرأ الحسن {أشداء على الكفار رحماء بينهم} بالنصب على الحال، كأنه قال: والذين معه في حال شدّتهم على الكفار وتراحمهم بينهم.
{وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بالله وَرَسُولِهِ فَإِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} إخبار عن كثرة صلاتهم.
{يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ الله وَرِضْوَانًا} أي يطلبون الجنة ورضا الله تعالى.
الثانية قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السجود} السيما العلامة؛ وفيها لغتان: المد والقصر؛ أي لاحت علامات التهجُّد بالليل وأمارات السهر.
وفي سنن ابن ماجه قال: حدّثنا إسماعيل بن محمد الطلخي قال حدّثنا ثابت بن موسى أبو يزيد عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» وقال ابن العربي: ودَسّه قوم في حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم على وجه الغلط، وليس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فيه ذكر بحرف.
وقد روى ابن وهب عن مالك {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود؛ وبه قال سعيد بن جبير.
وفي الحديث الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: صلى صبيحة إحدى وعشرين من رمضان وقد وَكَفَ المسجد وكان على عريش؛ فانصرف النبيّ صلى الله عليه وسلم من صلاته وعلى جبهته وأرنبته أثر الماء والطين.
وقال الحسن: هو بياض يكون في الوجه يوم القيامة.
وقاله سعيد بن جبير أيضًا، ورواه العَوْفي عن ابن عباس، قاله الزهري.
وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة، وفيه: «حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يُخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار مَن كان لا يشرك بالله شيئًا ممن أراد الله أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرّم الله على النار أن تأكل أثر السجود»
وقال شهر بن حَوشب: يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر.
وقال ابن عباس ومجاهد: السيما في الدنيا وهو السَّمْت الحسن.
وعن مجاهد أيضًا؛ هو الخشوع والتواضع.
قال منصور: سألت مجاهدًا عن قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} أهو أثر يكون بين عيني الرجل؟ قال لا؛ ربما يكون بين عيني الرجل مثل رُكْبة العنز وهو أقسى قلبًا من الحجارةا ولكنه نور في وجوههم من الخشوع.
وقال ابن جُريج: هو الوقار والبهاء.
وقال شَمِر بن عطية: هو صفرة الوجه من قيام الليل.
قال الحسن: إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى.
وقال الضحاك: أمَا إنه ليس بالنَّدْب في وجوههم ولكنه الصفرة.
وقال سفيان الثَّوْرِيّ: يصلّون بالليل فإذا أصبحوا رؤي ذلك في وجوههم؛ بيانه قوله صلى الله عليه وسلم: «من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار» وقد مضى القول فيه آنفًا.
وقال عطاء الخراساني: دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس.
الثالثة قوله تعالى: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التوراة وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل} قال الفرّاء: فيه وجهان، إن شئت قلت المعنى ذلك مثلهم في التوراة وفي الإنجيل أيضًا؛ كمثلهم في القرآن؛ فيكون الوقف على {اْلإنْجِيلِ} وإن شئت قلت: تمام الكلام ذلك مثلهم في التوراة، ثم ابتدأ فقال: ومثلهم في الإنجيل.
وكذا قال ابن عباس وغيره: هما مثلان، أحدهما في التوراة والآخر في الإنجيل؛ فيوقف على هذا على {التَّوْرَاةِ}.
وقال مجاهد: هو مثل واحد؛ يعني أن هذه صفتهم في التوراة والإنجيل، فلا يوقف على {التَّوْرَاةِ} على هذا، ويوقف على {اْلإنْجِيلِ}، ويبتدىء {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} على معنى وهم كزرع.
و{شَطْأَهُ} يعني فراخه وأولاده، قاله ابن زيد وغيره.
وقال مقاتل: هو نبت واحد، فإذا خرج ما بعده فقد شَطَأه.
قال الجوهري: شَطْءُ الزرع والنبات فراخه، والجمع أشطاء.
وقد أشطأ الزرعُ خرج شَطْؤه.
قال الأخفش في قوله: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} أي طَرفَه.
وحكاه الثعلبي عن الكسائي.
وقال الفراء: أشطأ الزرعُ فهو مُشْطِىء إذا خرج.
قال الشاعر:
أخرج الشطء على وجه الثرى ** ومن الأشجار أفنان الثمر

الزجاج: أخرج شطأه أي نباته.
وقيل: إن الشطء شوك السُّنْبُل، والعرب أيضًا تسميه: السَّفَا، وهو شَوْك البُهْمَى، قاله قُطْرُب.
وقيل: إنه السنبل، فيخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان؛ قاله الفراء، حكاه الماوردي.
وقرأ ابن كثير وابن ذكوان {شَطَأه} بفتح الطاء؛ وأسكن الباقون.
وقرأ أنس ونصر بن عاصم وابن وَثَّاب {شَطَاه} مثل عصاه.
وقرأ الجحدريّ وابن أبي إسحاق {شَطَه} بغير همز؛ وكلها لغات فيها.
وهذا مثل ضربه الله تعالى لأصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ يعني أنهم يكونون قليلًا ثم يزدادون ويكثرون؛ فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم حين بدأ بالدعاء إلى دينه ضعيفًا فأجابه الواحد بعد الواحد حتى قَوِيَ أمره؛ كالزرع يبدو بعد البذر ضعيفًا فيقوى حالًا بعد حال حتى يغلظ نباتُه وأفراخُه.
فكان هذا من أصح مَثَل وأقوى بيان.
وقال قتادة: مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل مكتوب أنه سيخرج من قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف ويَنْهَوْن عن المنكر.
{فَآزَرَهُ} أي قوّاه وأعانه وشدّه؛ أي قوّى الشطءُ الزرع.
وقيل بالعكس، أي قوّى الزرع الشطء.
وقراءة العامة {آزَرَهُ} بالمدّ.
وقرأ ابن ذكوان وأبو حَيْوَة وحُميد بن قيس {فَأَزَرَهُ} مقصورة، مثل فَعَلَه.
والمعروف المدّ.
قال امرؤ القيس:
بمَحْنِيَة قد آزر الضّالَ نَبْتُها ** مَجَرّ جيوش غَانمين وخُيَّبِ

{فاستوى على سُوقِهِ} على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقًا له.
والسوق: جمع الساق.
{يُعْجِبُ الزراع} أي يعجب هذا الزرع زرّاعه.
وهو مَثَلٌ كما بيّنا، فالزرع محمد صلى الله عليه وسلم، والشطء أصحابه، كانوا قليلًا فكثروا، وضعفاء فَقَوُوا، قاله الضحاك وغيره.
{لِيَغِيظَ بِهِمُ الكفار} اللام متعلقة بمحذوف؛ أي فعل الله هذا لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغيظ بهم الكفار.
الرابعة قوله تعالى: {وَعَدَ الله الذين آمَنُواْ} أي وعد الله هؤلاء الذين مع محمد، وهم المؤمنون الذين أعمالهم صالحة.
{مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} أي ثوابًا لا ينقطع وهو الجنة.
وليست (مِن) في قوله: (منهم) مبعّضة لقوم من الصحابة دون قوم، ولكنها عامة مجنّسة، مثل قوله تعالى: {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان} [الحج: 0 3] لا يقصد للتبعيض لكنه يذهب إلى الجنس، أي فاجتنبوا الرجس من جنس الأوثان، إذ كان الرجس يقع من أجناس شتَّى، منها الزنى والربا وشرب الخمر والكذب، فأدخل (مِن) يفيد بها الجنس وكذا (منهم)، أي من هذا الجنس، يعني جنس الصحابة.
ويقال: أنفق نفقتك من الدراهم، أي اجعل نفقتك هذا الجنس.
وقد يخصص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بوعد المغفرة تفضيلًا لهم، وإن وعد الله جميع المؤمنين المغفرة.
وفي الآية جواب آخر: وهو أن (من) مؤكدة للكلام؛ والمعنى وعدهم الله كلَّهم مغفرة وأجرًا عظيمًا.
فجرى مجرى قول العربي: قطعت من الثوب قميصًا؛ يريد قطعت الثوب كله قميصًا.
و(من) لم يبعض شيئًا.
وشاهد هذا من القرآن {وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ} [الإسراء: 2 8] معناه وننزل القرآن شفاء؛ لأن كل حرف منه يشفي، وليس الشفاء مختصًّا به بعضه دون بعض.
على أن من اللغويين من يقول: (من) مجنسة؛ تقديرها ننزل الشفاء من جنس القرآن، ومن جهة القرآن، ومن ناحية القرآن.
قال زهير:
أمن أمّ أوْفَى دِمْنَةٌ لم تَكَلَّم